تعتبر فترة
العودة من المدرسة وحتى موعد نوم الطفل هي الوقت الوحيد المتاح لدينا لقضاءه مع
أطفالنا في وقت الدراسة. وفي ذات الوقت تعتبر هذه الفترة للطفل فرصة لأن يرفه عن
نفسه ويستريح بعد عناء يوم طويل من العمل والدراسة بالمدرسة. وفي نفس الوقت
يطالبنا النظام التعليمي بأن نخصص جزء كبير من هذه الفترة في المذاكرة وحل
الواجبات. ويظل التساؤل التالي مؤرقاً لنا كمٌربيين وآباء نبحث عما هو أفضل
لأطفالنا: "كيف نستخدم هذه الساعات بما يخدم نمو وإنطلاق الطفل في ظل نظام
تعليمي مٌُتطلب؟"
يتبع هذا
التساؤل مجموعة من التساؤلات التي تفرض نفسها: "ما هي النتائج التي نرجو أن
يحققها الطفل؟ هل أن يصل إلى القدرة على إدراة وتنظيم وقته؟ أن يحل واجباته ويذاكر
دروسه؟ أن يصل لمستوى الاستمتاع بما يتعلم من دروس؟ أن يحصل على درجات عالية حتى
في المواد التي يجد بها صعوبة؟ أن يستمتع بوقته وينمو من خلال ما يقوم به من
هوايات أو مذاكرة؟ أن يطرح مزيداً من التساؤلات عما يعيشه أو يدرسه؟ ما الذي نرجو
للطفل أن يحققه وماذا يريد هو أن يحقق لنفسه؟ وهل لدينا القدرة على الإنصات
لاحتياجاته العميقة سواء عبر عنها بشكل مباشر أو غير مباشر؟"
كل ما يمكننا
أن نقدمه هو بعض الأفكار[1]
لكم ولأطفالكم والتي قد تساعد أطفالكم - وبالتالي تساعدكم- على عيش هذه الفترة
بشكل مختلف، مبدع، منفتح، به متنفس وحياة. وننتظر أن تشاركونا بأفكاركم وخبراتكم
في هذا المجال.
أفكار للأهل:
1- من الوسائل
المفيدة لإدارة هذه الفترة، إشراك الطفل في وضع جدول ليومه بعد المدرسة بما ينمي
قدرته على إدارة وقته بمفرده فيما بعد. وقد يتضمن الجدول فقرات مثل: النظافة الشخصية،
الأكل، المذاكرة، الأنشطة المختلفة (لعب، تليفزيون، أعمال يدوية، قراءة، وقت
للحوار مع أفراد العائلة،...).
2- قد يساعدنا
الانتباه لأنواع الذكاءات التي يتميز بها الطفل في استخدام الوسائل التي تناسبه في
عملية التعلم أو توجيهه بشكل أفضل لاختيار هواياته، وإلى جانب ذلك نحاول مساعدته
على تنمية أنواع الذكاءات التي لا يتميز بها بنفس القدر. وتشير بعض الإحصاءات أن
40% من الأطفال يحتاجون إلى رؤية الأشياء لتعلمها، ونفس النسبة تحتاج للسمع
للتعلم، بينما يحتاج 20% منهم إلى الحركة ولمس الأشياء للتعلم.
3- بعض الأفكار
لفقرة المذاكرة وحل الواجبات:
* متابعة الطفل مع أخذ مسافة تسمح له
بالاعتماد على نفسه، فنساعده عندما يجد صعوبة ما في الفهم أو الحل أو عندما يحتاج
أن يتلو أهم الأفكار بالدرس أمام شخص آخر أو عندما يحتاج لمن يمليه نصاً ما.
* جعل جو البيت هادئاً بتجنب أي مؤثرات
صوتية صاخبة (تليفزيون، محادثات، موسيقى،...)
* وضع قواعد مع الأطفال لسير فترة
الاستذكار: توحيد وقت الاستذكار لجميع الأبناء بقدر الإمكان، الاتفاق معهم على احترام
مساحة إخوتهم في هذا الوقت...
* مساعدة الطفل على تطوير منهجية للعمل
والاستذكار حسب قدراته. مثلاً:
1)
قراءة الكلمة- التوقف عندها- النظر
لها، نطقها والاستماع، ترديدها في العقل- تصويرها في العقل- كتابتها- مقارنتها
بالكلمة كما جاءت في الكتاب لمعرفة إذا تم تعلمها بشكل صحيح...
2)
قراءة النص- التساؤل حوله- فهمه-
ترديد أهم الأفكار به- كتابتها- حل الأسئلة بشأنه.
3)
عمل وسائل مرئية للدرس وتلوينها.
4)
تسجيل الدرس في أغنية من تأليفه.
* تشجيع الطفل عندما ينتهي من المذاكرة
والواجبات، أو عندما يحل بشكل صحيح.
* تنبيه الطفل لأخطائه في هدوء مع
التشجيع على إعادة المحاولة.
4- بعض الأفكار
للفقرة الحرة:
* إيجاد وقت للحديث مع الطفل والاستماع
إليه وهو يشارك بما عاشه خلال اليوم ومشاركته بما عشنا نحن أيضاً.
* الأعمال اليدوية، التلوين، الرسم،...
* اللعب.
* القراءة.
* الاستماع للموسيقى، تعلمها، تأليف
أغاني...
* ألعاب الألواح Board Games وألعاب الدومينو والسلم
والثعبان...إلخ. والتي تسمح العديد منها بتنمية القدرات الذهنية للطفل.
* ألعاب الذكاء بمجلات الأطفال: سودوكو،
كلمات متقاطعة، الاختلافات بين الصور،...
* التليفزيون، الانترنت،...
* الرقص، الرياضة، المشي،...
* الخروج في مشاوير قريبة للمشي.
5- ولا ننسى
أهمية التغذية الصحية والمتوازنة من حيث نوع وكمية وتنوع ما يتناوله الطفل. مرفق
دليل التغذية الكندي على هذا الرابط:
أفكار للطفل:
* وضع جدول بفقرات الأسبوع المختلفة
ويمكن طلب مساعدة الأهل.
* اختيار مكان للمذاكرة يتميز بالهدوء
والراحة والإضاءة الكافية والتنظيم. ويمكن للطفل أن يزينه برسوماته أو أعماله
اليدوية أو مقتطفات من المنهج الدراسي يكتبها ويزينها بنفسه...
* تجهيز ما يلزمه من أدوات وكتب وكراسات
قبل البدء في العمل.
* تحديد موعد لبدء العمل وعدد ساعاته.
* تحديد المهام التي ينبغي عليه أن
ينجزها.
* أخذ 5- 10 دقائق راحة بعد فترة من
العمل عند الشعور بالحاجة الفعلية إليها (45 دقيقة- ساعة)، ويمكن استغلالها
للاستماع لموسيقى هادئة أو الذهاب للحمام أو احتساء مشروب أو نشاط بسيط غير مؤثر
على التركيز عند العودة للعمل...
* تخصيص وقت يومي للقيام بالأنشطة التي
يحبها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق